اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 189
إذ نعبد ابنيه عزيرا وعيسى عليهما السّلام وَأَحِبَّاؤُهُ إذ نحن نحبهما وهما محبوباه سبحانه قُلْ لهم يا أكمل الرسل فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ الله المنتقم الغيور بِذُنُوبِكُمْ ان كنتم صادقين في هذه الدعوى وقد عذبكم في الدنيا بالقتل والسبي والاجلاء وضرب الذلة والمسكنة وفي الآخرة بأضعاف ما في الدنيا وآلافها فعليكم ان لا تغلوا في دينكم ونبيكم ولا تفتروا على الله الكذب بَلْ أَنْتُمْ ونبيكم ايضا بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ اى من جنس ما خلق الله بقدرته وأظهره حسب ارادته فله التصرف فيكم وفيهم بحيث يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ تفضلا وامتنانا وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ عدلا وانتقاما وَاعلموا انه لِلَّهِ المتصرف المطلق مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يتصرف فيها كيف يشاء ارادة واختيارا وَإِلَيْهِ لا الى غيره الْمَصِيرُ والمرجع إذ الكل منه بدأ واليه يعود
يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تفتروا في امور دينكم ولا تضعفوا فيها إذ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا الموعود في كتابكم يُبَيِّنُ لَكُمْ امور دينكم مع كونه عَلى فَتْرَةٍ انقطاع وحى مِنَ الرُّسُلِ وانما أرسلناه كراهة أَنْ تَقُولُوا وتعتذروا حين وهن دينكم وضعف يقينكم ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ حتى يصلح امور ديننا فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ اى يبشر وينذر لئلا تعتذروا على ما تقتصروا فيه فكذبتموه ولم تقبلوا منه عموم ما جاء به من اسرار الدين والايمان وَاللَّهُ المقتدر المجازى عَلى كُلِّ شَيْءٍ من انواع الجزاء قَدِيرٌ يجازيكم على مقتضى قدرته وخبرته
وَاذكروا إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ وهم اسلافكم وآباءكم حين أراد أن يذكرهم نعم الله التي أنعمها عليهم ليقوموا بشكرها يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ تفضلا وامتنانا إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ منكم أَنْبِياءَ كانوا يرشدونكم ويهدونكم الى طريق التوحيد وَجَعَلَكُمْ ايضا مُلُوكاً متصرفين في اقطار الأرض وَآتاكُمْ من الخوارق والارهاصات من فلق البحر وظل الغمام وسقى الحجر ونزول المن والسلوى وغير ذلك ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ حين ظهوركم واستيلائكم
يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ المطهرة عن شوائب الفتن الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ اى قدرها في حضرة علمه القديم لمقركم ومسكنكم إذ هي منازل الأنبياء ومقر الأولياء والأصفياء فعليكم ان تقبلوا إليها تاركين ديار العمالقة والفراعنة التي هي محل انواع الجور والعناد ومجمع اصناف البغي والفساد وَعليكم ان لا تَرْتَدُّوا بعد ما سمعتم الوحى عَلى أَدْبارِكُمْ خوفا من الجبابرة قيل لما سمعوا أوصاف جبابرة الكنعان من نقبائهم خافوا واستوحشوا وفزعوا وقالوا ليتنا نرد على أعقابنا تعالوا ننصب رأسا ينصرف بنا الى مصر إذ موتنا فيها خير من الحيوة في موضع آخر وان ترتدوا وترجعوا فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ خسرانا عظيما لذلك صاروا بعد انقلابهم في الدنيا تائهين حائرين وفي الآخرة خاسرين خائبين وبعد ما سمعوا من موسى ما سمعوا
قالُوا على صورة الاعتذار واظهار العجز وعدم الاقتدار وما هي الا من عدم تثبتهم على الايمان وعدم رسوخهم في مقتضياته وعدم وثوقهم بنصر الله واعانته سيما بعد ما أمرهم بالنقل والترحال ووعدهم ما وعدهم من النصر والظفر يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ لا يتأتى منا مقاومتهم ومقاتلتهم وَبالجملة إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها بقتال او غيره فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها على اى وجه فَإِنَّا داخِلُونَ إذ لا طاقة ولا قدرة لنا معهم
قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ من قهر الله وغضبه سيما بعد ورود امره إذ هما من اهل الوثوق بنصر الله وانجاز وعده إذ قد أَنْعَمَ اللَّهُ المنعم المفضل عَلَيْهِمَا بالإيمان والإذعان وبإعطاء الحكمة والمعرفة
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 189